Quantcast
Channel: Kaldaya.me
Viewing all articles
Browse latest Browse all 3522

جائزة نوبل للسلام اول درجات الصعود إلى (( الهاوية ))

$
0
0

الحلقة الأولى

لقد طفح الكيل يا سيدنا غبطة البطريرك الدكتور لويس ساكو جزيل الأحترام وجاء اليوم الذي يجب فيه ان توضع النقاط على الحروف وأول هذه الحروف هي ((جائزة نوبل للسلام)) ..

المقدمة: جائزة نوبل للسلام اقرها علمانيون لأشخاص تميزوا في طرح قضايا السلام وعملوا على تحقيقه (من وجهة نظر المؤسسة والمشرفين عليها) إذاً هي جائزة لأشخاص ليس هذا شغلهم ولكنهم انطلاقاً من ايمانهم الشخصي بالسلام انبروا للدفاع عنه والذي يدافع عن السلام لا بد ان يكون محباً إذاً المحبة هي الدافع الأول لهؤلاء …

باختصار: هؤلاء عندما يدافعون عن السلام عقيدتهم المحبة هم ليسوا موظفين شغلهم واكل عيشهم على هذا الموضوع وليس لهم دعوة إلهية الهمتهم الالتحاق بمؤسسة محبة وسلام يقودها الروح القدس …

المقارنة (1) : الآن لنقارن … رجل الدين يفترض ان يكون (رجل الـله) عندما يدافع عن السلام والمحبة فهذا واجبه الأساسي وشغله الشاغل وخاصةً عندما يدين بعقيدة تتبنى السلام والمحبة لكونه نذر ذاته في سبيل هذه الخدمة … واي تقصير فيهما هو محاولة للزوغان عن واجباته التي هي مصدر عيشه هذا ((أذا استثنينا إيمانه ونذوره)) … من هنا نستطيع ان نجد الفرق بين رجال الـله ورجال هذا العالم فجائزة (نوبل للسلام) هي مكافأة (رجال العالم) وجائزة (الحياة الأبدية) هي مكافأة (رجال اللـه) وعندما تجد واحد من رجال الـله يسعى حثيثاً (يستميت) للحصول على تلك الجائزة فأعلموا ان رجل اللـه هذا قد تخلّى عن (مكافأة الحياة الأبدية) وسعى للحصول على (مكافأة العالم) يقول الرب (من أعمالهم تعرفونهم)

السلام والمحبة هما صفات رجال الـله فليس هناك (منّة) يحمّلنا إياها رجل الـله بانتهاجه لهاتين الصفتين وان قصّر في احداهما او كلاهما فهذه خيانه للعهد المبرم بينه وبين اللـه … وكلما ارتقى رجل الدين في سلّم المسؤولية كلما ازداد تواضعه وكبرت مسؤوليته تجاه تجسيد هاتين الصفتين (هذا اذا كان مقتنعاً من ان إلهه هو من وضعه على هذا الكرسي وليس عن طريق الصفقات والتفاهمات والمؤامرات).

المقارنة (2): نذكر بعض الشخصيات التي تم ترشيحها لنيل تلك الجائزة وهل هم يستحقونها ..

 (1) نتذكّر قداسة البابا (يوحنا بولس الثاني) وعمله من اجل السلام ومحاولة اغتياله وكيف اثبت بالواقع العملي انتمائه إلى رب المحبة والسلام عندما غفر للمعتدي عليه وزاره في سجنه مجسداً واحدة من اعظم صفات الرب يسوع المسيح في الغفران عندما صعد على الصليب وبرائعته العظيمة التي قالها (اغفر لهم يا ابتي لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون) مخاطباً اباه الذي في السماوات. لم يتوسّط قداسة البابا احداً ولا قاد حملات دعائية ( مقابلات ، تصريحات تعظيم وتمجيد للذات ، وتبرع بمبلغ الجائزة ، والخير العام للمسيحيين عندما يحصل عليها … الخ ) من اجل دعمه ولا توسّل هذا وذاك ومع هذا لم يحصل عليها لماذا ((لأن الفارق بين مفهوم تلك الجائزة ومفهوم الإيمان عند قداسته مختلفان كليّاً)) أي باختصار لا تليق مثل هكذا جائزة على رجال اللـه لأنها تقلل من قيمتهم الإيمانية ولأسباب ذكرناها في البدء وهي (((المكافأة))).

(2) الأم ترازيا (سكوبيا مقدونيا) عملت في (الهند) التي ادهشت العالم بحنانها ومحبتها في الوسط الصعب الذي كانت تعيش فيه مما عرّضها للكثير من المشاكل بتبنيها الأطفال حديثي الولادة المرميين في القمامة وعنايتها بالأيتام .. (نالت جائزة نوبل للسلام) استغلّت الجائزة لمساعدة الفقراء والأطفال على الرغم من فقرها وحاجتها الدائمة للمال لم تدّخر شيئاً لأجلها.

(3) نجيب محفوظ .. كاتب قصصي مصري جسّد واقع الحياة في مصر (حاصل على الجائزة …!!)

(4) بالأضافة إلى قداسة البابا يوحنا بولس الثاني فهناك مناضلين انسانيين معروفين على نطاق العالم لم يحصلوا على تلك الجائزة منهم على سبيل المثال: ا) المهاتما غاندي – الزعيم الروحي للهند خلال حركة الأستقلال … ب) نيلسون مانديلا – المناضل من اجل تحرير جنوب افريقيا والذي سجن لأكثر من نصف عمره من اجل إحلال السلام في بلاده … ج) الأب بيار (هنري كروبي) – فرنسي – مؤسس لمؤسسة الأب بيير لأسكان الفقراء … والتاريخ ملئ بمثل هؤلاء لكنهم لم يحصلوا على هذه الجائزة وان كان الكثير منهم قد رشّح لها …

الاستنتاج: من خلال طرحنا هذا نتوصّل إلى ان (جائزة نوبل للسلام) هي جائزة مسيّسة معايير الترشيح والحصول عليها مبني على ذلك … اما عن الأنتقاء فليس على أساس الاستحقاق بل على أسس سياسية تتبع المشرفين عليها.

الأحقية: لو كان هناك احقية في اختيار الأشخاص ولو فرضنا جدلاً عن العراق فالأحق للحصول على تلك الجائزة هي (((السيدة نادية الأيزيدية))) التي مثلت الاضطهاد العرقي والديني والمجتمعي والإنساني في المحافل الدولية وفي اغلب بلدان العالم ومنها الإسلامية (وهي لا تمتلك المال الكافي لذلك ولا كرسي رئاسي ولا سمعة دولية “وعملها ليس للمتاجرة بدماء وشرف أبناء قومها لأجل مصالح خاصة”…) ومع هذا فقد استقبلها العالم كلّه بكرم لتعرضت له شخصياً وما تعرّض له شعبها من إبادة واغتصاب على ايدي الإرهاب اللاإنساني التي كانت هي من ضحاياه الذي ضرب العراق بأسره والعالم والتي استحقت بجدارة ان تحمل صفة (سفيرة السلام في الأمم المتحدة) بل هي أحق حتى من الناشطة الباكستانية المسلمة (ما لالا يوسفنزي) التي حصلت على تلك الجائزة في مجال (تعليم الأناث) وحريتهم في باكستان.

وأخيراً نقول يا سيدنا لو قارنّا العطاءات المقدمة ممن استعرضناهم من تعتقد انه يجب ان يحصل على تلك الجائزة (((جائزة نوبل للسلام))) .. وماذا يميّزك عمّا قدمه اقرانك من رؤساء واساقفة وكهنة من اجل السلام والمحبة والعيش المشترك على الرغم من انهم لم يرشحوا للحصول على تلك الجائزة الفرق الوحيد أنك يا سيدي قدمت الكثير من (((الهدايا والأوسمة والأنواط واخريات سنأتي لذكرها لاحقاً …))) من بيت مال (الأيتام والأرامل والمهجرين ) لبناء مجدك الذاتي …

إلى اللقاء في الحلقة الثانية بمشيئة الرب … الرب يبارك حياتكم

كادر الموقع


Viewing all articles
Browse latest Browse all 3522

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>