الاب بيتر لورنس
دخلها فاتحاً منـتـصراً وخـرج منها فاشلاً في مواجهة الحـق
إذا كانت زيارة البطريرك ساكـو إلى أبرشية مار بطرس فـتحاً مبـيناً بعـد أن هـيأ له المدبر الرسولي طيلة سنة وأربعة أشهـر الطريق تحـت وصايته وإرشاداته ، فإنه فـشل في أبرشية مار بطرس من إخماد نار الحـق ، التي كانت سـتسبب له حرجاً لو جاء مباشرةً بعـد تـقاعـد سيادة المطران سرهـد يوسب جمو الجـزيل الإحـترام . إن مبادرة سيادة المطران عمانوئيل شليطا مع سيادة المطران سرهـد جمو هي التي جـعـلـت غـبطته يلقى الترحـيب اللازم مِن قِـبل أبناء الأبرشية وملازمتهما له خلال زيارته لخـورناتها وكل ذلك لصالح الكـنيسة ، دون النزول عـن مبادئهما وأمانـتهما أمام الحق … فألـف عـيـن لأجـل عـين تـكـرَم !!! إنّ ذلك كـله عـبارة عـن بروتوكلات شكـلية ليس لها صلة بجـوهـر الأمور ومجـرياتها.
دخلها البطرك فاتحاً منذ وصوله الى مطار سان ديـيكـو ، وإستـقـباله في كاتدرائية مار بطرس ، وخورنة مار ميخا ، وبين كلمة وأخـرى له خالية من المعـنى ، كان يلقى تصفـيق وتهـليل المؤمنين ، وهـكـذا قـيلت له بعـض الأشعار ــ مبالغة ــ وشعارات جعـلـته هارون الرشيد في زمانه . تراه يتعـصب عـنـدما يواجه أسئلة الحـق من قـبل اشخاص لهم الغـيرة على كـنيستهم ، ويجـيب بحـدة مراوغة تجعـل السامع (1) يـبـتعـد عـن الحـقـيقة و(2) يقـبل جـوابه إما لخـوفه أو يـكـيّـف نـفسه معه . البطرك لا يسمح الجـدال في أي سؤال لأنه سوف يفـتح أمامه أبواباً من الصعب غـلـقها . إنه يرسم ويخـطط طريقاً واحـدة فـقـط لا يمكن الخـروج مـنها ــ وفي ظنه أنّ مَن يخـرج منها يهـلك ــ ! وقـد نسيَ أن هـناك الرب يسوع وحـده هـو الطريق والحق والحياة.
لكـن عـنـدما دخل صاحـبا الحـق بجـرأة أمام ديـوان القاضي الظالم وفي مواجهة تأريخـية صادقة وطالـَبا بالحق والعـدل ، تـقـهـقـر البطريرك ولـزم الصمت . وعـنـدما قال الأب نوئيل : إنـنا أتينا لـنعـتـذر ــ لا مرة بل ألف مرة ــ عـن ذنب لم نـقـتـرفه ، وإنما قـلـنا الحـق والأمانة لكـنيستـنا ، إنك ظلمتـنا وطردتـنا من كـنيستـنا ….. فإن البطرك لم يجـب بكـلمة واحـدة سوى أنه قال للـدكـتور نوري ( قـول يكـفي ) دون أنْ يحـرك ساكـناً ، وإذا كان البطرك عـلى حـق فـلماذا لم يـدافع عـن نـفسه ؟؟ لأن الجـرأة تجـدها فـقـط عـنـد أصحاب الحق في مواجهة من ظلمهم .
السيد أوراها تـوما يهـذي بكـتابته في موقع كلـدايا . مي (آنا كـلـدايا) مـدعـياً عـنا : أنـنا أضعـنا فرصتـنا الذهـبـية … فـنـقـول له : نحـن لم نضع الفرصة ، لكـنـنا أعـطينا فـرصاً كـثيرة لأجل المصالحة وإرساء أسس الحق والعـدالة والسلام في كـنيستـنا.
حـقـيـقةً ، خـرج البطرك من أبرشية مار بطرس خائـباً ، لأنه لم يستطع حـلّ رجل دجاجة ، خـرج فاشلاً لأنه لم يحـصل سوى التصفـيق والتهـليل ومحاباة الوجـوه من المطبلين وهـزازي الذيول لإرضاء عـظمته مثل صدام أيام البعـث . لكـن حـقـيقة الـواقع عـلى الأرض سوف تكـشف نفسها في الأيام المقـبلة بعـد إنـتهاء شهـر العسل.