حسب ما جاء في موقع البطريركية الكلدانية فإن “غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو (إلتقى) صباح الخميس 10 تشرين الأول 2024، قداسة البابا فرنسيس في القصر الرسولي بالفاتيكان.”
ودائما حسب موقع البطريركية الكلدانية، فإن البابا “أكد وقوفه بجانب الكنيسة الكلدانية.”
عدا ذلك ليس هناك أي تفاصيل أخرى عن اللقاء، وحتى لحظة كتابتي لهذا التقرير، الذي هو بمثابة تحليل إخباري يعبر عن وجهة نظر كاتبه، لم ترد أي إشارة من جانب الإعلام الفاتيكاني حول فحوى اللقاء وحتى إن كان هناك لقاء.
الكلدان ومعهم المشارقة بصورة عامة ينتظرون بفارغ الصبر أي شاردة أو واردة من الفاتيكان حول مصير الصراع المرير الذي يخوضه البطريرك ساكو مع مجموعة من أساقفته.
أي إشارة من بابا الفاتيكان حول مآل الصراع سيكون لها وقع على الأرض لأن ليس في وارد أي طرف، حسب ظني، تحدي أي قرار يصدره البابا بهذا الصدد.
بيد أن قراءة معمقة للقاء وما ترشح عنه حتى الأن، وعلى الخصوص البيان المقتضب الذي نشره البطريرك ساكو، من وجهة نظري تشي أن الرياح في حاضرة الفاتيكان لا تجري حسب مراده، وهو معاقبة الأساقفة المعارضين أو في أقل تقدير إرغامهم على الإعتذار له علنا وإجبارهم على طاعته.
ولا أظن أن البطريرك ساكو قد حصل حتى على إشارة من البابا أنه يجب على الأساقفة الكلدان المعارضين الكف عن معارضتهم والإنضمام إلى صف البطريرك.
هذا تحليلي الشخصي فيه أستند إلى معرفتي الشخصية وكذلك إلى تحليل خطاب البطريرك ساكو وتعامله مع الإعلام حيث يهرع وبسرعة البرق إلى نشر إي شيء مهما كان صغيرا وهامشيا يرى فيه أنه إنجازا.
لذا لو كان هناك حتى بصيصا من الأمل أنه سيكون هناك قرار يعيد المياه إلى مجاريها وكما يشتهيها البطريرك، لهب إلى نشر ذلك فورا.
وإن أخذنا الصحافة الكاثوليكية وصحافة الفاتيكان في عين الإعتبار للإستدلال والتحليل نكون أمام أروقة فاتيكانية لا تكن الود للبطريرك ساكولا بل ترى أن من الأفضل له ولها أن يغادر الساحة.
وهذا جلي في سلسلة المقالات التي وردت على صفحات مجلة ذي تابلت The Tablet الكاثوليكية من أن البطريرك ساكو محبط لإنعدام إهتمام الفاتيكان به حتى في خضم أزمته الشديدة مع رئيس الجمهورية، وكتبت وكالة أخبار المجمع الكهنوتي للقديس بيوس العاشر PSSPX.NEWS أن البطريرك ساكويعيش في عزلة بعد أن فقد الدعم ليس من الفاتيكان بل حتى من أساقفته.
لا تستحق أبدا كنيسة عظيمة بحجم الكنيسة الكلدانية أن يكون هذا حالها، فهي اليوم تضربها أعاصير هوجاء وهي مشتتة ليس على مستوى الأسقفي كما هو الوضع بل على المستوى الإبرشي والخورني والطقسي والتراثي واللغوي وغيره.
تمر الكنيسة الكلدانية بأزمة عاصفة وشديدة لما كان لها أن تستفحل لولا سياسات الإدارة البطريركية الحالية المتمثلة بالبطريرك ساكو الذي أقحمها رغما عنها في مزاريب السياسة في العراق، وهي مزاريب وسخة نتنة فاسدة، ومن ثم وهذا الأخطر قام بإنتحال وتزوير وتأوين (أي تعريب) وتهميش وأستبدال تراثها وطقسها المهيب وفنونها وريازتها بكل ما هو دخيل وأجنبي وهجين وركيك وسمج.
لا أظن هناك كلداني محب لتراثه وطقسه وفنونه وريازته وآدابه وشعره إلا ويعاني اليوم، وهي معاناة شديدة، والكل بإنتظار اللحظة التي ستنقشع فيها الغيوم الكالحة ولكنه إنتظار أخشى أنه قد يطول.