كثيرة هي الرموز في المسيحية، ومنها:الصّليب والسمكة والنسر والكرمة والسنبلة والراعي الخ.
أصبح “الصليب” الرمز الأساسي للمسيحيّين، وخصوصا بعد ان أعلن الرب: “وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي.”.
يفتخر بولس الرسول بصليب الرب: “وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.”، وصرّح المسيح ان علامة ابن الانسان سوف تظهر في السماء: وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ.” حسب القديس يوحنا الذهبي الفم والقديس كيرلس الكبير انها “علامة الصليب”، مثلما ورد في سفر نشيد الانشاد: “أَدْخَلَنِي إِلَى بَيْتِ الْخَمْرِ، وَعَلَمُهُ فَوْقِي مَحَبَّةٌ.”.
يقول الذهبي الفم: “كما ان ملاك النقمة اهلك جميع ابكار المصريين ولم يهلك الموسومين بدم خروف الفصح، فأي شيء يوضع عليه صليب الرب، لا يقترب اليه المُفْسِد”.
والقديس امبروسيوس: “لا تقوى الكنيسة ان تقوم دون الصليب، كما لا تقدر السفينة ان تُبحر دون سارية”.
يقول القديس اوريجانوس { 185 _ 245 م}: “انها العلامة التي يضعها المسيحيون على جباههم، سواء قبل الصلاة، او قبل قراءة الاسفار المقدّسة” وكذلك القديس باسيليوس الكبير {330 _ 379 م}: “تعلمنا من التقليد ان نرسم الصليب على جبهتنا وعلى سائر الأمكنة”. ويفسر ذلك امبروسيوس {339 _ 397 م}: “نرسم الصليب على جبهتنا ثم على قلبنا. نرسمه على جبهتنا حتى نعترف علنا بالمسيح، وعلى قلبنا حتى نظلّ نحبّه، ونرسمه على ذراعنا حتى يكون عملنا لمجده”.
استقرّ رسم الصليب على الجبهة فالبطن والكتف اليمين ثم الشمال منذ القرن السادس تقريبا، ونرى بعض الطوائف _ اللاتين مثلا، فيضعون الأصابع على الفمّ وذلك ان يتقدّس الانسان وينطق بالإلهيات وبكل حق وشهادة.
يجب رشم إشارة الصليب قبل البدء بكل عمل، مهما كان. عند رشم إشارة الصليب نُعلن الايمان بالآب والابن والروح القدس، وهم واحد.
إنّ ضمّ الأصابع الثلاثة “الابهام والسبابة والوسطى” اعلان اتحاد الأقاليم الثلاثة وضمّ الخنصر والبنصر لراحة اليد هو اعلان اتحاد الطبيعة الإلهية والإنسانية المنزهة عن كل عيب وخطيئة، واتحاد اللاهوت بالناسوت.
يقول ترتليانوس {155 _ 225 م}: “في جميع اعمالنا نحن كمسيحيين حين ندخل ونخرج، حين نلبس الثياب او نجلس للمائدة، او نستلقي على السرير، نرسم إشارة الصليب على جباهنا.
التقليد اليهودي
حسب التقليد اليهودي، وهذا يساهم الكثير في فهم لماذا نضع “خاتم _ محبس” الزيجة في اليد اليمنى وبالأصبع البنصر.