موفـق السناطي
عـنـدما نـتكـلم عـن رجال الدين ــ نكـون في نـظـر الـبعـض المغـيّـبـيـن ــ كأنـنا نـتجاوز عـلى الـذات الإلهـية ، وأن رجال الدين منزلـون من السماء وأصحاب عـصمة إلهـية .. متـناسين أنهم بشر ، ولهم غـرائـزهم ونـزواتهم وأهـوائهم الشخـصية . كما أنّ المؤمنين البسطاء يتبعـونهم وعـيونهم معـصوبة لا يميّـزون الخـطأ عـن الصواب . ولكـنـنا من مواقع مسؤلياتـنا في مجالات إخـتصاصاتـنا ، عـلينا أن نضع النقاط عـلى الحـروف لـنزيل الغـمة مِن عـلى العـيون لتبـيان الحـقـيقة ليس إلّا ، وكل هـدفـنا هـو إعلاء شأن أبناء أمتـنا ، وأن نكـون لهم الإنارة لمعـرفة ما يجري لـنا ، وأسباب الغـبن الذي لحق بنا ، من أجـل وضع الـقـيادات الكـنسية أمام مسؤلياتها للدفاع عـن الرعـية ــ أبناء الله ــ وعـن حـقـوقها المسلوبة ، أو الإعـتراف بفـشلها وترك الرعـية تخـتار طريق الخلاص والوصول بعـوائـلها إلى بر الأمان في بلاد المهجـر وأن لا تكـون الكـنيسة حجـر عـثرة وتسـد كل الطرق للإتجار بدماء الأبرياء وتحـويلها إلى صكـوك لتحـويلها إلى حسابات خاصة …. ومَن يسكـت عـن الحـق هـو شريك في الجـريمة ….؟
الفـرصة الثانية ودَور الكـنيسة لخـنـقـها في المهـد …؟
في عام 1994 بعـد أن أصبحـتُ متمرسا بعـملي في مجال الهجـرة وبناء علاقات قـوية مع مسؤولين في وزارة الخارجـية الأميركـية ونشاط المنظمة التي أترأسها مع المنظمات الأخـرى لإسـتـقـبال اللاجـئين ، إكـتسبتُ خـبرة في التعامل مع ملف الهجـرة … لـقـد كانت المنظمات اليهـودية قـد إستحـدثـت برنامجاً خاصاً لجـلـب المهاجـرين اليهـود من الإتحاد السوفـيـيتي منذ أواسط الثمانينات وحـتى عام 1992 ليـوقـفـوا البرنامج لإنـتـفاء الحاجة إليه ، فكانت الـفـرصة مؤاتية للـقـفـز عـليه وتحـويله لمصلحة مسيحـيّي العـراق . وقـد عـملنا أنا وزميلتي (جانيت شبون ) مديرة إحـدى منظمات الهجـرة في واشنطن بدون كـلل للحـصول عـلى الموافـقة بـدءاً بألـف فـيزا في العام الأول لـيرتـفع العـدد إلى خـمسة آلاف فـيزا سنويا . إنها فـرصة العـمر لـفـتح الباب عـلى مصراعـيه أمام إخـوتـنا في العـراق وتأمين حـياة آمنة مستـقـرة في العالم الجـديد . وبعـد حـصولي عـلى الموافـقة عـرضتُ الأمر عـلى راعي كـنيسة مار بطرس الرسول الكلدانية الأب الفاضل (ميخائيل بزي) في سان ديـيـﮔـو- كاليفـورنيا في حـينها ويعـلن الأمر في قـداس الأحـد ، لـتبدأ جحافـل المتـقـدمين للتسجـيل أفـواجا بعـد أن كانت كل الأبواب مؤصدة والمسيحـيـون مشردون في بلدان الجـوار بإنـتظار بصيص أمل ، كان العـمل في المنظمة مستمراً عـلى قـدم وساق كخـلية نحـل لكي ترفع أسماء الوجـبة الأولى إلى وزارة الخارجـية لتحـويلها إلى دائـرة الهجـرة للـبـدء بمقابلات اللاجـئـين في أماكـن تواجـدهم… ولكـن!! بدون سابق إنـذار يتم وقـف البرنامج مَن قِـبَـل وزارة الخارجـية وإطلاق يـد رجال الأمن والهجـرة بملاحـقـتي والتحـقـيق معي كـمُـتهم بتهـمة كـيدية بأنـني إسـتحـصلتُ عـلى مبلغ (( 800 )) ألـف دولار من أهالي المتـقـدمين وتحـويلها إلى تركـيا ، وإنـني بصدد الهـروب ، لأوضَع تحـت مجهـر الـ ( إف بي آي ) ومخابرات الهجـرة لمدة 45 يوماً ، لكـشف الحـقـيقة ومعـرفة مَن يقـف خـلـف البلاغ الكاذب !! فـكانـت مفاجأة لم أتوقعها إطلاقا…؟ يتبع