الديانة او الحياة المسيحية .. هي ليست ديانة الحكم على الاخر او دينونة الاخر .. العكس هي ديانة وحياة فهم وادراك ومسامحة الاخر مسامحة الأخر بكل ما من معنى كلمة التي تخلقنا معها ويتجدد وجه الارض وتنبعث حقيقة وجودنا حين نغفر للأخر.. لذا قال الرب اغفر الي بلا حدود مهما اخطأ اخيك بحقك الغفران هي حقيقة تقودنا لأعماق ذواتنا ..هي عملية تخلي عن الانا التي هي مصدر كل مشكلة بمواصلة الطريق الحق والحياة … حين نغفر نرى العالم والاخر لعيون اخرى ليست نفس العين التي كنا نرى فيها قبل الغفران .. حقيقة انها نعمة عظيمة حين نغفر نصل لعمق الكيان الوجودي لوجودنا .. نغفر بحق لنصل بحق الى عمق وحقيقة الديانة الحق …..هي ديانة الفرص والغوص في اعماق الاخر.. حين نغفر نسمح للأخر يذوق هو ايضا طعم الغفران ويكتشف ويتعلم الغفران .. وهو بذلك يكون قد تعلم الحنان الذي يؤدي لنا ونحن الى حضن الأب المُحب .. حقيقة جميلة سوف نتذوقها حقيقة الغفران … انها باب السماء والملكوت .. الغفران بمحبة اخي الى ما حيث لاحدود .. وبهذه الطريقة اكون قد كسبت احد ابناء الـله الى الملكوت …الغفران يغير نظرة الاخر عن نفسه عني وعن الـله .. يرى نور لم يكن موجود قبل الغفران …نور إلهي اخترق كيانه وتحول من شخص حزين ووحيد الى شخص يثق بأخر ويحب الأخر ويكون علاقة انفتاح وغوص في اعماق الأخر . وبذلك سوف يصل الى اللـه من خلالي. لذا قال الرب. اغفر سبعين في سبعة اي بلاحدود … حين نغفر للأخر سوف يفتح عيونه نحو الحقيقة التي كانت مخفية علية قبل الغفران … حقيقة انها لبلاغة وعمق عظيمان في الديانة المسيحية .. الغفران يقودني ويقود الأخر الى اكتشاف ذواتنا وايضا اكتشاف الـله الساكن في أعماقنا.. الغفران هو سر استمرار وعظمة والوجود للمسيحي .. الغفران بمحبة ..محبة الغفران ..
لذا علمنا الرب وقال ..اغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر .. الغفران بمحبة … وليس الغفران من خارج القلب ..بل من عمق اعماق القلب والفكر والروح …غفران كلي وبلاحدود.
هي ديانة السير مع الاخر .. فتح عيون الاخر هي ديانة حمل عيوب الاخر الذي هو اخي واختي لأدراك الحقيقة الحوار العميق مع الاخر
البحث عن نقاط القوة في العلاقة والتركيز عليها
ونقاط الضعف ترميمها
المسيحية هي بُعد اخر يضاف لنا كرصيد سماوي حين نعمل المشيئة السماوية.. هي تغلغل كلمة انتم وانت في داخلنا والاتحاد مع الانا تبعنا كي نزود النحن التي تنبثق منها المحبة الحقيقة لذا قال المسيح احبوا بعضكم بعضا .. انها خلاصة كل التعليم المسيحي .
لولا الغفران بمحبة اذن نحن لا شيء..
بقلم ابن الكنيسة