كادر الموقع
إنّ أي محـتـفـل بالقـداس يكـرز كـرازة روتينية بعـد قـراءته الإنجـيل ، والمؤمنون الحاضرون بأجسادهم قاطبة مع ــ أنـظارهم ــ مـوجهة إليه ، ولكـن من بـينهم مَن يكـون فـكـره شارداً ، وعـدد آخـر لا يهـتم بكلامه الروتيني الحـلـو ، وذلك لأسباب كـثيرة لسـنا بصددها الآن
ولكـن حـين يقـف رجـل الـدين في هـيكـل الكـنيسة من أجـل خـطاب خاص ، فإن الحاضرين تـنـفـتح آذانهم ويتـوسع بـؤبـؤ عـيـونهم وتـستـنـفـر حاسة شمهم ، لـيتـلـقـفـوا كل كـلمة يقـولها لسبر أعـماقها ، ولمعـرفة ماذا بعـدها وصولاً إلى مغـزاها
لـقـد شاهـدنا بالـﭬـيـديـو القـداس المقام مِن قِـبَـل سيادة المطران بشار وردة في كـنيسة مريم العـذراء حافـظة الزروع / ملبـورن بتأريخ 21 تموز 2019 والـذي شاركـتم به في خـطاب خاص لسيادتكم وجـهـتموه إلى الحاضرين وقـلتم فـيه أنكم سمعـتم كـلاما كـثيرا من الناس سواءاً في الكـنيسة أم عـلى الفـيسبوك ، لكـنكم لم تحـسموا موقـفكم الشخـصي عـنه ، فـيما إذا كان هـكـذا كلام صدقاً أم كـذباً ، كي تستـقـر الحـقـيقة في أذهان الناس الحاضرين والغائبـين . فـنـتساءل : أما كان الأفـضل لـو سيادتكم وضعـتم الـنـقاط عـلى الحـروف ؟

فـعـلى أقـل تـقـديـر يفهم الشعـب إنْ كان الموضوع مالياً ؟ إدارياً ؟ لاهـوتياً ؟ أخلاقـياً ؟ أم ماذا ؟ وبالتالي تـتـضاءل وشوشاتهم فـيما بـينهم وينـقـطع كلامهم الـذي أشـرتم إليه
سؤال آخـر
تـقـول أنكم عـملتم بشأن هـذا الموضوع حسب قـوانين الكـنيسة التي هي كـثيرة ، مثـلما هي قـوانين أستراليا كـثيرة ( والموضوع المشار إليه لا يـزال مجهـولاً ) ! ثم تـضيف
” إذا كان الخطأ صغـيرا يكـون عـقابه صغـيراً ، وإذا كان الخطأ كـبيرا كان عـقابه كـبيراً “…. فـوضعـتَ الناس في حـيرة أكـثر
لـذا يُـرجى من سيادتكم أن تضع الموضوع عـلى منـصّة في ساحة مسلطاً عـليه الضوء ومـوضحاً ما هـو وزنه ، كـُـبـرُه ، قـوته ، (( وهـل هـو عـمل خـفـيـف .. كما قال حـضرة الـبـطـريرك لويس ؟؟ )) ، ثم هل هي غـلطة صغـيرة أم كـبـيرة ؟ … في وقـت أنـتم تـؤكـدون عـلى إحـترام كـرامة الإنسان
سؤال يلحـق سؤال
ذكـرتَ سيادتك بأنك تسير أولاً حسب قـوانين الكـنيسة وحسب قـوانين البلـد وحسب الإيمان المسيحي ، ثم بـيّـنتَ حـضرتك كـيـف أن أستراليا هي قاسية بقـوانينها مع الكـنيسة الكاثوليكـية
فهل بإمكانك أن تضع الضمة والكـسرة عـلى الحـروف المهمة كي نعـرف المرفـوع منها والمكـسور من بـينها ، فـتـتـوضح للجـميع قـراءة الكلمات وتـناقـضاتها ، ويتبـيّـن كـيـف أن الدولة تـتجاهـل أحـياناً قـضية قـبل تـسرّبها إن كانت مخالـفات مرورية ، تجاوزات ضريـبـية ، إنـتهاكات إدارية ، أو غـيـرها … في حـين أنـتم لم تبلغـوا الشرطة (( عـن الموضوع المجـهـول )) فـلم تطـبـقـوا الـقـوانين السائـدة ….. وتعـرفـون أنّ الكاردينال جـورج ﭘـيـل لا يـزال في السجـن
ومع ذلك ، نـرجع إلى أصل الكلام ونستـفـسر عـنه : عـن أية قـضية تـتكـلم في الخـطاب ؟ وما هـو الكلام الـذي سمعـتم عـنه ؟ إنه غـموض في غـموض ! لأن كـثيراً من الناس الذين كانوا حاضرين في الكـنيسة لم يعـرفـوا عـن ماذا تـتكلم ؟ فـرجاءاً ، هل من تـوضيح من لـدن سيادتك وأنت مشكـور
ونخـتم بسؤال إضافي ذي فـروع لسيادتكم
صرّحـتَ بأن الكـنيسة هي أم ، وأنها لا تغـض الـنـظر عـن خـطأ الشخص ، وفي ذات الـوقـت لا تـشهـره في الإعلام ، لأنها تحـترم الإنسان حـتى لو كان غـلطاناً …… كلامك رائع ، فـلـنـقارن
تعـلمون ولم تعـلـقـوا ، حـين قامت (( الكـنيسة الأم )) بالتـشهـير في الإعلام عـن الكهنة والرهـبان والسياسيـيـن والعـلمانيـيـن ووصفـتهم بـ ” الخارجـين عـن القانون ” ؟ بل وبالمطارنة أيضا حـين وصفـتهم بالعـصاة
تعـرفـون ولم تعـتـرضوا ، حـين نـشر البطريرك ساكـو في الإعلام عـن مخالفات بـيع ممتـلكات الكـنيسة وإخـتـفاء وصولات التبرعات التي حـقـقـتم عـنها حـضرتكم مع المطران بشار وردة في أبرشية البصرة وبغـداد
وللـتـذكـير ، هـذه مقـدمة بـيانه
16 نـيسان 2013
إن البطريكية تأسف لمثل هذه السلوكـيات التي لا تعكس الأخلاق المسيحية ، وتؤكـد في الوقـت ذاته لمؤمنيها عـن عـزمها على استرجاع حـقـوق الكـنيسة من خلال متابعة المقصرين أياً كانت مسمياتهم حتى وإن تطلب الأمر إقامة دعاوى قضائية ، فالأمر ليس شخصياً ، لأن الجميع هم أبناء الكـنيسة ، إلّا أنهم مسؤولون عن أعمالهم أمام الله والناس والقانون
طيب ، ما موقـفـكم حـين قال المطران وردوني للبطريرك ساكـو : (( ليش منـو منكم ما كـن باق )) ؟؟ ثم ما رأيكم بالبطريرك وهـو يعاتب عـلـناً وفي وسائل الإعلام ، حـين لا يرضى عـن تـصريح طبـيعي لعـضو قـيادي في الكـنيسة ؟ …. وخـير مثال : معاتبته سيادة المطران بشار وردة حـول تـصريح له عـن القـضية المسيحـية
نـنـتـظـر جـواباً شجاعاً
وإليكم مقـطعاً حـول ــ الموضوع المجـهـول ــ مسجلاً بالـﭬـيـديـو من خـطاب المطران أميل نـونا في الكـنيسة المشار إليها والتابعة لأبرشيته