Quantcast
Channel: Kaldaya.me
Viewing all articles
Browse latest Browse all 3521

نظرة ايمان – تموز شهر الثورات

$
0
0

بقلم: وسن جربوع

14 تموز 2019 – ثورة روحية في سان دييگو

يُعرف شهر تموز بشهر الثورات، وهذه الثورات مَنحت للشعوب عبر التاريخ حريتهم واستقلالهم، ومنها كانت مجرد ثورات لأجل إعلاء صوت العدالة وحق الانسان الكريم 

في ظهر يوم الأحد الرابع عشر من تموز 2019، وهو الأحد الخامس من سابوع الرسل حسب التقويم الطقسي لكنيستي المشرقية، كنيسة بابل للكلدان، حضرتُ القداس الإلهي في الكنيسة الرسولية الكلدانية في الكهون – سان دييكو ، والذي أقامه كاهن كلداني زائر، وهو شاب من مواليد استراليا 1996 (من اصل كلداني – شرانش)، والذي كانت قد تمت رسامته الكهنوتية المباركة جديدا قبل اسبوعين على يد مطران في مدينة ملبورن الاسترالية حسب الطقس البيزنطي وليس الكلداني (لأسباب مهمة ليست غايتي هنا سرد تفاصيلها أكثر مما هي غايتي التعبير عن نظرة ايمان حياتية بحتة)

كانت نبرة صوت الأب الفاضل مينا گورگيس واضحة وعالية الثقة بالنفس مما جَعَلت مسامعي تتبَسمَر نحو كلماته الموزونة بحروفها وصداها العميق يخترق الكيان كما يرن الحديد عند طرقه على الحجر 

نعم، لم اسمع بعمري موعظة كهذه بسيطة المحتوى مستوحاة من الانجيل بصرف، ولكن  معانيها تتفجر كالبركان بعنف، من قِبل كاهن رغم شبابه في الحياة لكن خبراته أكبر من عمره، وامامه نير حِمله ثقيل وطريقه متعب وشاق كالبحّار الذي يعمل في سفينة لابد منها ان تجري عكس الرياح وتقاوم الامواج بجرأة وقوة واصرار كي تتبع ذاك المسار الوحيد الذي سيوصلها الى بر الأمان حيث الخلاص والرجاء بالحياة

وانا في مكاني، شعرتُ بثورة ايمانية روحية ديناميكية، لا تخص الاكليروس فقط، انما كل مؤمن يريد الحياة. فالجسد لا يكون جسدا سليما إلا بعمل الاعضاء سوية كل حسب دوره 

ان هذا الكاهن الجديد كان لابساً جبته بحماس ضميري ساطع، وبإطار تواضعه المتين وقف على منبر هذه الكنيسة المحارِبة والمحارَبة، قدام مذبح الرب بين اخوته الشمامسة، ومع اخوته الكهنة الأفاضل: الأب نوئيل گورگيس والأب بيتر لورنس، الذين هم ثابتين على دعوتهم الكهنوتية بأمانة، وحاملين ميراثهم الرسولي باعتناء، ومستمرين في خدمة مذبح الرب بكفاءة، بالأخص عندما يقف الكاهن ليستدعي الروح القدس (نيثي مار) باسطاً ذراعيه ومتجهاً نحو الصليب المعلق اعلى المذبح المقدس وعليه ايقونة يسوع المصلوب، وجنبه المفتوح، وهو باسطاً ذراعيه نحو ابيه السماوي. ما أروع طقسنا الكلداني الاصيل والثمين هذا (انافورة مار ادي ومار ماري)

 لم ادَع لنفسي أن يفصلني تفكيري بعيدا عن غزارة النعم الالهية والغذاء الروحي المكتسب من هذا القداس الالهي الذي اعتبرته ذلك اليوم (14 تموز 2019) تاريخيا في تاريخ كنيستنا الكلدانية بصورة عامة لأني لم اسمع من قبل بأي كاهن كلداني مرتسم جديدا قد تجرأ ودعا المؤمنين لقول الحق بهذا الاسلوب والاندفاع والثقة التامة بيسوع المسيح ربنا الذي بنفسه قال لنا في انجيله “أنا الطريق والحق والحياة

ثم وبعد انتهاء القداس، التقى الجميع كعائلة واحدة في قاعة الكنيسة لتكملة الاحتفال بهذه المناسبة المباركة بين التهانيء وهلاهل الترحيب بالأب مينا گوركيس الذي كان بدوره فرحا جدا وشاكرا لهذا الاستقبال، حيث قام بتوزيع صورته التذكارية ليوم رسامته الكهنوتية على الحاضرين والتي تحمل صورة العذراء مريم الدائمة المعونة

هذا وكم اشكر الرب لاني كنتُ اليد المساعدة من بين العديد من المتطوعين الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم لاعداد  القاعة ومائدة غداء المحبة وباقي الاحتياجات اللازمة. كما ونشكر الرب على نعمه الوافرة وعلى سخاء كل من يتبرع بدون انقطاع بفلس الارملة بمحبة وبدون مقابل، كذلك كل من يقدم مساعداته معنويا وفعليا في كافة النشاطات الاخرى

ختاما: احترامي اقدمه لكل اخوتي في المسيح واقول: انا  لست سوى خادمة في كرم الرب، ولا اطلب سوى رحمته وحنانه في كل الاوقات

والرب يبارك الجميع


Viewing all articles
Browse latest Browse all 3521

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>